د.رسول بلاوي
اللون من أهم وأجمل ظواهر الطبیعة لما یشتمل علیه من شتى الدلالات الفنیة، الدینیة، النفسیة، الاجتماعیة، الرمزیة والاسطوریة.
يبرز اللون کعنصر من أهم عناصر الجمال التي نهتم بها في حياتنا، و علی الرغم من تعدد الألوان المحيطة بنا التي تزخر بها الحياة من ألوان طبيعية متمثلة في الأزهار و النباتات و الحيوانات و السماء و الأرض و البحار إلا أن الإنسان لم يقنع بهذه الألوان و أضاف إليها من فنه و علمه الکثير من الألوان (حبيبب، 1999م: ص 121).
ولكل لون معنى نفسیا یتكون نتیجة لتأثیره الفیزیولوجی على الانسان. یقال أن الوقت یمضی بسرعة تحت أشعة خضراء ویمضی ببطء تحت أشعة حمراء، فاللون الأخضر لون هادئ، ومریح للأعصاب مما یشعر بمرور الوقت ضعیفا وأما اللون الأحمر فمشهور بأنه لون مثیر ومهیج ومقلق ویؤدی الى الشعور بالملل مما یجعل المرء یشعر بأن الوقت لا یمضی.
تلعب البيئة و المکان بانفتاحاتهما الطبيعية و الرمزية و الثقافية و التاريخية و الاجتماعية و الفلسفية و الأسطورية دوراً مهماً في تحديد الدلالة و إشاعتها و توسيع حدود تداوليتها (جواد، 2009م: ص 43).
تتخذ الألوان أحياناً دلالات غير الدلالات المتعارف عليها بين الناس فترمز الی دلالات تُفهَم من سياق الکلام. علی سبيل المثال اللون الأصفر يدلّ علی الخريف و الحزن و الموت و القحط و البؤس و الذبول و الألم و الشحوب و الانقباض، و الأحمر يشير الی الشهوة و النشوة والثورة و التمرد و الحرکة و الحياة الصاخبة و الغضب و الانتقام و القسوة، و الأبيض يرمز الی الصفاء و الغبطة و النقاء و العفاف و السلم، و الأسود عکس ذلک يوحي بالحزن و الخطيئة و الظلام و القساوة، و الأخضر عنوان انبثاق الحياة و الصحة يرمز الی الکون و الطبيعة و الربيع و المرح و السرور و الشباب. و الأزرق يشير الی الهدوء و السکينة و العالم الذي لا يعرف الحدود (اليافي، 2008م: صص 179و 180).
:: لمتابعة الموضوع اضغط هنا ::
|